سورة الرعد - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)}
{تِلْكَ} إشارة إلى آيات السورة. والمراد بالكتاب السورة، أي: تلك الآيات آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها، ثم قال: {والذى أُنزِلَ إِلَيْكَ} من القرآن كله هو {الحق} الذي لا مزيد عليه، لا هذه السور وحدها، وفي أسلوب هذا الكلام قول الأنمارية: هم كالحلقة المفرعة، لا يدرى أين طرفاها؟ تريد الكملة.


{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)}
{الله} مبتدأ، و{الذى} خبره، بدليل قوله: {وَهُوَ الذى مَدَّ الأرض} ويجوز أن يكون صفة. وقوله: {يُدَبّرُ الأمر يُفَصّلُ الآيات} خبر بعد خبر. وينصره ما تقدّمه من ذكر الآيات {رَفَعَ السموات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} كلام مستأنف استشهاد برؤيتهم لها كذلك. وقيل: هي صفة لعمد. ويعضده قراءة أبي {ترونه}. وقرئ: {عُمُد}، بضمتين {يُدَبِّرُ الأمر} يدبر أمر ملكوته وربوبيته {يُفَصّلُ} آياته في كتبه المنزلة {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاء رَبّكُمْ تُوقِنُونَ} بالجزاء وبأن هذا المدبر والمفصل لابد لكم من الرجوع إليه.
وقرأ الحسن: {ندبر}، بالنون {جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثنين} خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين زوجين حين مدّها، ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت. وقيل: أراد بالزوجين: الأسود والأبيض، والحلو والحامض، والصغير والكبير، وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة {يغشى الليل النهار} يلبسه مكانه، فيصير أسود مظلماً بعد ما كان أبيض منيراً. وقرئ: {يغشّى} بالتشديد.


{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}
{قِطَعٌ متجاورات} بقاع مختلفة، مع كونها متجاورة متلاصقة: طيبة إلى سبخة، وكريمة إلى زهيدة، وصلبة إلى رخوة، وصالحة للزرع لا للشجر إلى أخرى على عكسها، مع انتظامها جميعاً في جنس الأرضية. وذلك دليل على قادر مريد، موقع لأفعاله على وجه دون وجه. وكذلك الزروع والكروم والنخيل النابتة في هذه القطع، مختلفة الأجناس والأنواع، وهي تسقى بماء واحد، وتراها متغايرة الثمر في الأشكال والألوان والطعوم والروائح، متفاضلة فيها. وفي بعض المصاحف: قطعاً متجاورات على: وجعل وقرئ: {وجناتٍ}، بالنصب للعطف على زوجين. أو بالجرّ على كل الثمرات. وقرئ: {وزرعٍ ونخيلٍ}، بالجرّ عطفاً على أعناب أو جنات والصنوان: جمع صنو، وهي النخلة لها رأسان، وأصلها واحد. وقرئ بالضم. والكسر: لغة أهل الحجاز، والضم: لغة بني تميم وقيس {تَسْقِى} بالتاء والياء {وَنُفَضّلُ} بالنون وبالياء على البناء للفاعل والمفعول جميعاً {في الأكل} بضم الكاف وسكونها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8